_ بين رحمة ربِهم يرقدون تمتلئ بهم المستشفيات طفلً يبكي بين يدي أُمٌ ضاعت حيلتها مابين روحً صغيره لاتعي شئياً وبين مرضً أستفحل جسده الضعيف ففارق عينيها النوم وأنحرمت ملذات الحياة مابين أروقة المستشفى تجدها ذابلة ترجو رحمة ربها صباحها و مسائها واحد لاجديد إلا طفلاٍ يرقد ساعه ويصحو ساعات يوقظه الألم فيتقاسمانه !
_ وذلك شيخاٌ كبير تسمع أنينه الذي تعتصر له القلوب أفقده الزمن القدرة على التحمل فأصبح كل مافيه ضعيف يحلم بسجدةً تلامس جبهته الأرض أفتقد نكهة الطعام فلم يعد يستطيع تناول وجباته ذات الطعم المفضل .
_شابةً في مقتبل العمر تقطن أجنحة العلاج الإشعاعي تأخذ جرعات الكيماوي لتسقط هزيله تفقد ألوان الحياة تفقد متعة الإحساس بمن حولها بأقرب الناس إليها وماأن تبدأ تتنفس الصعداء وتشعر بنبضً يعود ينتظم من جديد حتى يحين موعد الجرعه الأخرى قبل أن تفوق من بقايا الجرعة الأولى ويدخل جسدها النحيل في صراع مع المرض !
تنام وتصحو تتحسس شعرها الذي يقع بعصرة ألم ًقويه ودمعةً تداريها هنا وهناك لاتعلم لتلك الرحلة من نهايه ما أن تلتقط أنفاسها بين الجرعتين حتى تُسرع تتضرع لله بكشف الضر الذي أصابها وأبتسامةً صفراء لمن حولها لعلها تبعث الأمل فيهم
هو المرض ، الألم الذي يسكن أجساداً تعِبت ، ذبُلت حياةٌ تغص بالمراره حياةٌ لاحياة فيها سوى أنفاسً ضعيفة ترتقب فرجً من ربها .
_ هُجروا من أوطانهم ، شُّردوا ، أقصتهم الحرب في مواقع لاينتمون لها دوي المدافع يكاد يصم آذانهم وأزيز الطائرات يرّوع قلوبهم ومشاهد القتل تشوه طفولتهم البرئية يتوسدون الفقر ويتوشحون الجوع .
أطفالاً ينامون ويصحون على مشاهدة منازلهم قد دُمرت شوارعهم أختنقت فيها الحياة الفقر والتشرد والحاجه يفوق قدرتهم على الأستيعاب والتعبير عن مشاعرهم البسيطه فنظراتهم تائهه يكتمون مابدواخلهم فلا مرفأ لهم بعد ماأنتزعوا من أحضان أمهاتهم .
تستوقفني عدسات المصورين من يجوبون العالم يطلقون من خلال إلتقاطاتهم رسائل إنسانية لم تسلم عدساتهم من شظايا الحرب ، تستوقفني كواليس المستشفيات وأنين المرضى وخفايا الألم ، يستوقفني كبار السن عجزهم حكاياتهم التي بدأت وقد أنتهت في زمن غير زمنهم يستوقفني خجلهم ، نظراتهم ، أشيائهم القديمة ، وأحاديثهم ، ولغة حُبهم العميقة .
التعليقات 1
1 pings
خالد السرحاني
05/01/2018 في 4:41 م[3] رابط التعليق
رسالة ومقال رائع تتقاطر منهُ القلوب دماً والمدامعُ دمعاً على بعض تلك المشاهد التي تكرر في ملاحم لن ينساها التاريخ وكذلك مناظر إنسانية في المستشفيات تتألم لهاالقلوب وتبكي عليها المدامعُ فلقداستطاعت الكاتبة والأديبة من خلال تسليط الضوء على هؤلاء الفئة المنكسرة في مجتمعاتنا العربية .
(0)
(0)