من الحرم المكي أبعث رسالة للعالم بأسره، أن هذا الوطن الذي احتوى الصغير والكبير الأبيض والأسود العربي والأعجمي العالم والجاهل الزاهد والعابد الفقير والغني صاحب الفكر و المبدئ والبذيء والرديء ، أصحاب الهمم وضعاف النفوس الصديق والعدو في زمن واحد ومكان واحد دون استثناء ولا إقصاء هذا الوطن الذي يفتح ذراعيه للزوار والمقيمين بهذا العدد والكثافة ولا يتوانى عن خدمتهم جميعاً على حد سواء يرشد ضالاً يغيث محتاجاً يعطي سائلاً دون كلل أو ملل وطن بمثابة الأم لأبنائها.
رسالة إلى كل من يحاول انتقاص دور المملكة العربية السعودية في استضافة ضيوف الرحمن والتقليل من شأنهم وجهودهم حكومة وشعباً الى كل من يسعى لبث الفتن إلى من أعمى الحقد بصره وملأ الحسد صدره توقف !! لن تستطيع تفريق شملنا ولا تمزيق وحدتنا .
رسالة الى كل من يريد العبث ببلاد الحرمين.
خبت وخسرت ، بلاد الحرمين يحميها رب استجاب لدعوة أبينا ابراهيم عليه السلام قال تعالى: (وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَٰذَا بَلَدًا آمِنًا وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ مَنْ آمَنَ مِنْهُم بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ۖ قَالَ وَمَن كَفَرَ فَأُمَتِّعُهُ قَلِيلًا ثُمَّ أَضْطَرُّهُ إِلَىٰ عَذَابِ النَّارِ ۖ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ )(126)
سورة البقرة.
لقد سأل الله أن يجعله بلداً أمنا ، يعني بقوله: "آمنا ": آمنا من الجبابرة وغيرهم ، ومن عقوبة الله أن تناله كما تنال سائر البلدان، من خسف وغرق، وغير ذلك من سخط الله ومايصيب سائر البلاد ، كما سأل ربه ذلك لأنه أسكن فيه ذريته، وهو غير ذي زرع ولا ضرع، فاستعاذ ربه من أن يهلكهم به جوعا وعطشا، وأن يجعل أفئدة الناس تهوي إليه حباً وتعظيماً ثم دعا لهم بالرزق.
وهنا ينبغي أن نعلم أنه إذا اجتمع للناس الخير والبركة وجب عليهم شكر النعمة ، ومن شكر النعم أن ندعو بالخير لخادم الحرمين الشريفين وحكومة المملكة العربية السعودية وجنود الوطن بالتوفيق والسداد والتأييد وأن يحفظ بلاد الحرمين من كل من يريد العبث بعقيدتها وأمنها وممتلكاتها وهويتها وأن يرد كيده في نحره وأن يشغله بنفسه.
شاهدنا خدام بيت الله كخلية النحل في عمل دؤوب انتشروا في كل بقعة مقدمين خدماتهم للزائر والمعتمر، يرشدون التائهة والضال يسقون الظامئ و يساعدون المتعثر والمحتاج ويطعمون الطعام.
نحن تضيق صدورنا في الزحام والتدافع وينفذ صبرنا أما خدام بيت الله احتسبوا الأجر وكانوا خير من يمثل الوطن بعملهم وإخلاصهم ومساعدتهم وعطائهم يتعاملون مع الفض الغليظ بهدوء وحكمة وصبر.
خدام بيت الله لا يعرفون طعم الراحة اعتادوا على البذل والعطاء على الرغم من الأعداد الكثيرة إلا أن العمل ينجز في وقت قياسي وبسرعة فائقة.
من يرى موائد الإفطار في الحرم المكي والنبوي في رمضان على امتداد الحرم طولا وعرضا ومن جميع الجهات، وما أن يعلن المؤذن دخول وقت الافطار ويبدأ الصائمون في تناول إفطارهم ماهي إلا لحظات حتى يعود كل شيء في مكانه من حمل بقايا الطعام وغسل الأرضيات وتعطير المكان ،خدمات جليلة وجهود عظيمة تقدم لضيوف الرحمان .
أخرس الله ألسنة من يكيد ويدبر ويحاول المساس ببلادنا ويسعى لتفريقنا ،و أدام الله أمننا وأماننا وحفظ ديننا و بلادنا وولي أمرنا وأيده بنصره وتمكينه وأصلح بطانته وكفانا وكفى بلادنا من عبث العابثين وحقد الحاقدين وحسد الحاسدين.
بقلم / فاطمة الجباري
التعليقات 10
10 pings
إنتقل إلى نموذج التعليقات ↓
منى ام دخيل
13/06/2017 في 6:23 م[3] رابط التعليق
اللهم إمين الله ينصر الاسلام والمسلمين ويذل الشرك والمشركين وان يدمر اهدعداء الدين وربي مع حكامنا وولات امرنا دام جل همهم بيت الله وخدمته رعاك الله وسلمت يداك يااخت فاطمة
(0)
(0)
ام تركي
13/06/2017 في 6:32 م[3] رابط التعليق
راااائع جدا مقالك اختي الفاضله ويوحي بمالديك من مشاعر طيبه تجاه دينك ووطنك وغيرتك عليهم وجمال وصفك لما تراه عيناك انما هو من كريم اصلك ونبل معدنك بارك الله لك ماوهبك من جمال التعبير وروعة الالفاظ وزادك من فضله
(0)
(0)
حصه آل سعيدان
13/06/2017 في 6:33 م[3] رابط التعليق
سطور تحمل في ثناياها حب الوطن وشكر النعم
فلله الحمد من قبل ومن بعد .
(0)
(0)
عبداالله عبداللطيف
13/06/2017 في 7:24 م[3] رابط التعليق
مقال اصاب ف أوجع كل المغرضين ، لافض فوك ، كاتبةٌ من طراز نادر .
(0)
(0)
منى الزيد
13/06/2017 في 7:47 م[3] رابط التعليق
لا فض فوك اخيتي الغالية اللهم انا استودعناك بلادنا ومليكنا وشعبنا يامن لا تضيع ودائعه من كيد كل حاسد وحاقد
(0)
(0)
مريم محمد عواجي
13/06/2017 في 9:00 م[3] رابط التعليق
بارك الله فيك وسلمت انام كتبت المقال
(0)
(0)
ايمان طيب
13/06/2017 في 9:40 م[3] رابط التعليق
اللهم ادم علينا امننا وأماننا واحفظ بلادنا وولاة امرنا وسائر بلاد المسلمين …
مقال رائع ?
(0)
(0)
هدى خليل
14/06/2017 في 2:56 ص[3] رابط التعليق
ارض وطئها ابو الانبياء ابراهيم عليه السلام انزل الله فيها من المعجزات ما يعجز العقل من ان يدركها.لقد شرفها الله تعالى وكرمها وعظمها فسخر لها جنود بواسل لخدمتها والسهر على راحتها. فكان حاكمنا امد الله بعمره .وشعبه اهلا لذلك. واثبتت الايام والسنين صدق القول والعمل. وليشهد العالم ان الاعداء هم اعداء انفسهم ولا ينقلب السحر الا على الساحر
(0)
(0)
ام ياسر
14/06/2017 في 5:22 ص[3] رابط التعليق
اللهم امين
اللهم ادم الامن والامان على مملكتنا الحبيبة
مبدعة دائما لا عدمناك
(0)
(0)
عائشة جراح
18/06/2017 في 9:10 ص[3] رابط التعليق
الله احفظ بلادنا وبلاد سائر المسلمين ووحد كلمتنا واجمع شملنا على طاعتك ياأكرم الأكرمين!
(0)
(0)